التراكمات النفسية: تعرف على السم البطيء الأسباب والأعراض |
ماهي التراكمات النفسية؟
هي مجموعة من المشاعر والمتراكمة والأفكار السلبية التي تتكون داخل الشخص خلال فترة طويلة. وتنتج تلك المشاعر والأفكار السلبية نتيجة لتجارب حياتية صعبة واجهها الشخص أو حتى التعرض المستمر للضغوط. وعندما لا يتم التعامل مع تلك التراكمات بالشكل الصحيح، فإنها تتفاقم داخل الشخص. فالتراكمات سم بطيء تؤثر على الحالة النفسية والجسدية على المدى الطويل. وتظهر في صورة:
- غضب مستمر.
- حزن دائم.
- خوف وقلق.
أعراض التراكمات النفسية
هناك عدد من الأعراض التي تظهر على الشخص الذي يعاني من التراكمات النفسية. والتي يحتاج الشخص أن يتعامل معها مباشرة فور ظهورها للحد من تأثيرها السلبي على الحالة النفسية والجسدية. وفيما يلي أبرز أعراض تلك التراكمات:
الانعزال الاجتماعي
ستجد أن الشخص المُصاب بالتراكمات دائماً ما يفضل الانسحاب من أية تجمعات اجتماعية. فيكون لديه نتيجة لتلك التراكمات شعور بعد الرغبة في التفاعل مع الآخرين من حوله. مما يدفعه إلى الانعزال والبقاء وحيداً خشية من خيبات الأمل.
القلق والخوف المستمر
التراكمات لا تعرف عزيز وإذا أصابت شخص ما جعلت الخوف والقلق المستمر يتمكن منه حتى يمنعه من عيش حياته والاستمتاع بها. لذا ستجد دائما الشخص الذي يعاني من هذه التراكمات أو المشاعر السلبية لديه شعور دائم بالقلق أو التوتر. حتى وإن لم يكن هناك سبب واضح يستدعي ذلك، ولكنه دائماً يعاني من الخوف والقلق الذي يسبب له أرقاً شديداً عند النوم.
صعوبة في التركيز والانتباه
من ضمن أسوأ أعراض التراكمات النفسية هي تأثيرها على قدرة الشخص على التركيز أو الانتباه لما حوله. لذا ستجد أن الشخص الذي لديه تراكمات يعاني من عدم القدرة على التركيز، الأمر الذي يمنعه من اتخاذ القرارات حول حياته.
كثرة التقلبات المزاجية
من أكثر أعراض التراكمات شيوعاً هو تقلب مزاج صاحبها بشكل مستمر، فستجد الشخص الذي يعاني من التراكمات دائماً ما يتقلب مزاجه بشكل سريع وغير مبرر. الأمر الذي يجعل الكثير من الناس الذين لا يفهمون مشكلته يبتعدون عنه، والتي تجعله يتعامل معهم بشِدة. حيث أن التراكمات قد تجعل الإنسان يقسو رغم لين قلبه، لذا يجب أن يبدأ الشخص في مواجهة تلك الأعراض والبدء في اتخاذ إجراءات علاجية لحالته النفسية المتأثرة بالتراكمات.
اضطرابات النوم والإرهاق
دائماً ما ستجد الشخص الذي يعاني من التراكمات النفسية يشعر بالإرهاق والتعب أغلب الوقت، حتى وإن حصل على قسط كافٍ من الراحة إلا أن الشعور بالتعب الدائم يرافقه. كما أن الشخص الذي يعاني من التراكمات سيجد نفسه دائماً ما يعاني من صعوبة في النوم. حتى وإن نجح في النوم ستواجهه مشكلة الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، لذا فالتراكمات سم بطيء ينتشر وينغص على الشخص حياته وحتى نومه.
الاكتئاب والتوتر الجسدي
بسبب ما تحدثه التراكمات من شعور مستمر بالفراغ والحزن، مع العزلة والوحدة الصعبة، فإن هذا الأمر يولد عند الشخص المُصاب اكتئاب مزعج. فيبدأ في فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تثير البهجة في نفسه، ليستمر في حلقة الانعزال والابتعاد عن كل الأشياء التي كان يفضلها سابقاً. ثم تبدأ أعراض التوتر الجسدي في الظهور عليه ومنها:
- الصداع المستمر.
- آلام في العضلات.
- مشاكل في الجهاز الهضمي.
أسباب التراكمات النفسية
بعد أن أوضحنا لك أعراض التراكمات التي تؤثر على الشخص نفسياً وجسدياً، لعلك ترغب في معرفة بالتحديد أسباب تلك التراكمات. وفي الحقيقة هناك عدد من المسببات التي قد تجعل التراكمات لدى الشخص تتفاقم. ومنها:
التعرض المستمر للضغوط
الأشخاص دائمة التعرض للضغوطات، سواء الضغوطات الحياتية أو الاجتماعية والمالية أو حتى ضغوطات العمل، ستجد نفسها مليئة بالتراكمات. والتي إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح فهذا سيولد كمية ضخمة من المشاعر السلبية التي تؤثر على حياته وتزيد من توتر علاقاته وعدم استقرار حالته النفسية.
حدوث صدمات عاطفية
إن التعرض للأحداث الصادمة من الناحية النفسية، مثل فقدان الأحباء أو التعرض للخيانة أو حتى التعرض للإيذاء أو القسوة، يترك آثاراً نفسية بالغة في نفس الضحية. ونتيجة لكثرة تلك الآثار النفسية السلبية الناتجة عن التعرض للصدمات العاطفية المختلفة فإن التراكمات النفسية تنشأ لدى الشخص.
الإحباط والكبت العاطفي
الفشل المتكرر أو عدم تحقيق الأهداف يولد لدى الشخص شعور صعب الإحباط من كل شيء، كما أنه يخلق بداخله شعوراً بالاستياء. فكل تلك المشاعر السلبية تولد لدى الشخص تراكمات نفسية صعبة، والتي تمنعه من القدرة على ممارسة حياته بشكل طبيعي إذا لم يعالجها.
كما أن تعرض الشخص للكبت العاطفي وعدم قدرته على التعبير عن المشاعر أو التحدث عن المشاكل يؤدي إلى تراكم هذه المشاعر بداخله، والتي تتحول على المدى الطويل لمشاعر سلبية وطاقة حزن وغضب مؤذية لنفسه ولمَن حوله.
التعرض للإجهاد المزمن
من أعراض التراكمات النفسية هي الإجهاد كما أنه من المسببات الأساسية أيضاً. فالإجهاد المستمر ينتج عنه استنزاف بغيض لطاقة الشخص، مما يجعل المشاعر السلبية تتراكم عليه وتؤثر على حالته النفسية بشكل سلبي.
علاج التراكمات النفسية
التراكمات قد تجعل الشخص مؤذٍ لنفسه ولمَن حوله، خاصة إذا تفاقمت أعراض التراكمات النفسية لديه. لذا يجب على كل شخص مُصاب بتلك المشاعر السلبية أن يبدأ على الفور في إتباع الممارسات العلاجية للتخلص من تلك التراكمات واستعادة حياته الطبيعية.
وهناك مجموعة من التقنيات العلاجية الفعّالة التي يمكن للفرد من خلالها أن يفرغ من مشاعره السلبية والتعامل معها بشكل صحي. وإليك أبرز الممارسات الصحية الفعّالة في علاج تلك التراكمات واستعادة الحياة الطبيعية بشكل تدريجي:
- الاعتراف بالمشاعر السلبية التي يشعر بها الفرد وعدم تجاهلها أو كبتها.
- الحصول على الدعم الاجتماعي من خلال التحدث مع شخص موثوق، والبدء في التعبير عن المشاعر السلبية لديك، ومحاولة تخفيف الأعباء النفسية.
- ممارسة التأمل والاسترخاء، ويمكنك ذلك من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق وكذلك اليوغا وتقنيات الاسترخاء الأخرى ستساعدك كثيراً في تحقيق التوازن النفسي والجسدي.
- ممارسة الأنشطة البدنية، كالرياضة، والتي ستساعدك بشكل فعّال في تفريغ التوتر النفسي والبدني وبالتالي التخلص من التراكمات النفسية.
- ممارسة التفكير الإيجابي، وذلك من خلال التركيز على الإيجابية في حياتك وإظهار الامتنان لما تملكه مما سيعزز بشكل كبير من حالتك النفسية.
- الخضوع للعلاج السلوكي المعرفي، والذي يُعَد واحد من أكثر العلاجات فعالية في التعامل مع الأفكار والمشاعر السلبية.
أجمل ما قيل من كلام عن التراكمات
هناك الكثير من العبارات التي قيلت عن التراكمات وفسرتها بشكل مميز، وفيما يلي أبرز ما قيل حول كلام عن التراكمات:
- التراكمات كالأحجار الصغيرة التي تتجمع بمرور الزمن، مما يجعل حملها أثقل كلما تأخرت في التعامل معها.
- كبت المشاعر والتراكمات يشبه وضع الرمال تحت السجادة؛ يمكن أن يبدو كل شيء نظيفاً في البداية، لكن السجادة في النهاية لن تتحمل المزيد.
- المرور بتجارب مؤلمة دون معالجتها يترك جروحًا غير مرئية، تُضاف إلى كومة التراكمات النفسية التي يمكن أن تؤثر في حياتنا بشكل عميق.
- لا تدع تراكمات الأمس تلوث صفاء يومك؛ حاول دائمًا أن تُفرغ مشاعرك وتواجه مشاكلك قبل أن تتراكم.
- التراكمات مثل السحب الثقيلة في السماء، كلما تأخرت في معالجتها زادت احتمالية العواصف.
- كلما تأخرت في التعامل مع مشاعرك وتراكماتك، زادت صعوبة الوصول إلى حالة من الهدوء الداخلي.
- مواجهة التراكمات تتطلب شجاعة، لأنها عملية تنظيف داخلي قد تكون مؤلمة لكنها ضرورية لتحقيق السلام الداخلي.
- الراحة الحقيقية تأتي عندما نتعلم كيف نحرر أنفسنا من تراكمات الماضي ونتعامل بصدق مع مشاعرنا.
- معالجة التراكمات هو مفتاح التحرر لأن كل مشاعر غير مُعالجة هي كعائق يمنعنا من التعافي والتقدم.
وفي ختام مقالنا، نود أن نشير إلى أن التراكمات سم بطيء وإذا لم يتم التعامل معها جيداً وفي الوقت المناسب سوف تؤثر بشكل كبير على جودة حياتنا وصحتنا النفسية. وتذكر دوماً أن العناية بصحتك النفسية ليست خيارًا بل ضرورة، فأنت تحتاج دوماً للحفاظ على توازنك النفسي وتحقيق السلام الداخلي في نفسك أيضاً للتمكن من مواصلة حياتك وتحقيق أهدافك.