![]() |
التعلم مدى الحياة مفتاح النجاح في العصر الحديث |
في عالم يشهد تغييرات متسارعة وتطورات تكنولوجية متلاحقة، لم يعد التعليم التقليدي كافيًا لمواكبة المتطلبات الجديدة. أصبح التعلم مدى الحياة عنصرًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه لمن يسعى إلى التطور المهني والنمو الشخصي. في هذا المقال، نستعرض مفهوم التعلم مدى الحياة وأهميته، وأنواعه، وكيفية ممارسته بفعالية، مع عرض قصص ملهمة وتجارب حقيقية تعزز الفكرة وتدفعك للبدء الآن.
ما هو التعلم مدى الحياة؟
التعلم مدى الحياة هو أسلوب مستمر يهدف إلى تطوير الذات وتنمية المعارف والمهارات طيلة حياة الإنسان. لا يقتصر هذا النمط من التعلم على المدارس أو الجامعات، بل يمتد ليشمل كل ما يكتسبه الفرد خارج الإطار الرسمي، سواء في المنزل أو بيئة العمل أو من خلال التجربة اليومية.
ما يميز التعلم مدى الحياة هو المرونة. فالفرد هو من يحدد ما يتعلمه، وكيف يتعلمه، ومتى. لا توجد قيود زمنية أو منهجية ثابتة. البعض يختار القراءة، وآخرون يلتحقون بدورات تدريبية رقمية، وهناك من يتعلم من خلال السفر أو التفاعل مع الآخرين.
في هذا السياق، نجد أن التعلم مدى الحياة لا يرتبط بمرحلة عمرية محددة. بل هو مسار داخلي يتغذى على الفضول وحب المعرفة. مع مرور الوقت، يصبح عادة ذهنية تدفع الإنسان دائمًا للبحث عن الجديد، سواء كان ذلك بهدف التطوير المهني أو الإشباع المعرفي أو حتى النمو العاطفي.
من أمثلة التعلم مدى الحياة في الحياة اليومية:
تعلم مهارة جديدة مثل البرمجة أو التصميم الجرافيكي من خلال منصات تعليمية.
متابعة محتوى تعليمي على اليوتيوب أو بودكاست متخصص.
قراءة كتب خارج التخصص الأكاديمي لتوسيع المدارك.
التفاعل في مجموعات نقاشية أو منتديات معرفية.
تعلم لغة جديدة لتعزيز فرص العمل أو بهدف السفر.
قالت الباحثة "إلين ليفين" في دراسة نشرتها منظمة اليونسكو عام 2021:
"لقد أثبتت الأبحاث أن الأفراد الذين يواصلون التعلم بعد المرحلة الجامعية يتمتعون بصحة عقلية أفضل، ورضى وظيفي أعلى، وقدرة أكبر على التكيّف مع تغيرات الحياة"
(المصدر: UNESCO Institute for Lifelong Learning, 2021).
لماذا أصبح التعلم مدى الحياة ضرورة؟
أصبح من الصعب على الأفراد الاعتماد فقط على الشهادات الأكاديمية التي حصلوا عليها قبل سنوات. الواقع المهني يتغير بسرعة، والأسواق العالمية تطالب بمهارات متجددة. لهذا لم يعد السؤال: "ما الذي تعلمته؟" بل أصبح: "هل لا زلت تتعلم؟".
هناك عدة أسباب جعلت من التعلم مدى الحياة ضرورة وليس خيارًا:
تغير سوق العمل
كثير من الوظائف التقليدية أصبحت مهددة أو أُلغيت بسبب الأتمتة والذكاء الاصطناعي. في المقابل، ظهرت وظائف جديدة تتطلب مهارات مثل تحليل البيانات، وإدارة المشاريع الرقمية، والتفكير التصميمي.التطور التكنولوجي السريع
التقنيات تتغير بشكل متسارع. ما كان يعد مهارة متميزة قبل خمس سنوات، أصبح اليوم من الأساسيات. لذا يحتاج المحترفون إلى تجديد معرفتهم باستمرار للحفاظ على كفاءتهم.ارتفاع قيمة المهارات المرنة
مثل التفكير النقدي، والاتصال الفعّال، والتكيف مع التغيير، وهذه المهارات لا يتم تدريسها غالبًا في التعليم النظامي، بل تُكتسب عبر التجربة والتعلم المستمر.المنافسة في سوق العمل
الشركات اليوم تبحث عن موظفين يتمتعون بعقلية التعلم الدائم، لأنهم أكثر مرونة وابتكارًا واستعدادًا لمواجهة التحديات.النمو الشخصي والنفسي
التعلم لا يخدم فقط الجانب المهني، بل يعزز الشعور بالرضا الذاتي والثقة بالنفس، ويُبقي العقل نشطًا ومتجددًا.
وفقًا لتقرير "المنتدى الاقتصادي العالمي" لعام 2020:
"بحلول عام 2025، سيكون أكثر من 50% من الموظفين بحاجة إلى إعادة تأهيل مهاراتهم، نتيجة لتغيرات سوق العمل".
(المصدر: World Economic Forum, The Future of Jobs Report, 2020).
من هنا يتضح أن التعلم مدى الحياة لم يعد مجرد مفهوم نظري أو رغبة شخصية، بل أصبح ضرورة تفرضها طبيعة العصر الرقمي المتسارع. إنه المفتاح للبقاء فعالًا ومؤثرًا في عالم لا يعترف بالثبات.
أنواع التعلم مدى الحياة
يمتاز التعلم مدى الحياة بتعدد أشكاله وتنوع أساليبه، مما يجعله مناسبًا لمختلف الشخصيات والاحتياجات. لا يقتصر على الكتب أو القاعات الدراسية، بل يشمل تجارب الحياة اليومية وتفاعل الفرد مع محيطه. وفيما يلي أبرز أنواعه:
1. التعلم الذاتي
يُعد أكثر أنواع التعلم مدى الحياة شيوعًا، حيث يتولى الفرد مسؤولية اكتساب المعرفة بنفسه دون تدخل مباشر من معلم أو مؤسسة.
من أبرز مميزاته:
مرونة الوقت والمكان.
إمكانية اختيار المحتوى المناسب.
انخفاض التكاليف أو انعدامها.
يشمل هذا النوع قراءة الكتب، مشاهدة الفيديوهات التعليمية، متابعة الدورات عبر الإنترنت، أو استخدام التطبيقات الذكية لتعلم المهارات المختلفة.
2. التعلم المهني
يركز هذا النوع على تطوير المهارات والخبرات المتعلقة بالحياة الوظيفية. وهو يشمل:
حضور ورش العمل والمؤتمرات.
التسجيل في برامج مهنية متخصصة.
الحصول على شهادات معترف بها في مجالات معينة.
يهدف التعلم المهني إلى تعزيز الأداء الوظيفي، وتحسين فرص الترقي، أو حتى تغيير المسار المهني بالكامل. في عالم العمل الحديث، يعد هذا النوع من التعلم مدى الحياة مفتاحًا أساسيًا للتقدم والاستمرارية.
3. التعلم الاجتماعي
يقوم على مبدأ التعلم من خلال التفاعل مع الآخرين. قد يكون ذلك عبر:
مجموعات الدراسة.
جلسات الحوار المفتوحة.
مشاريع العمل الجماعي.
المجتمعات الإلكترونية المعرفية.
يساعد هذا النمط على اكتساب مهارات الحوار، والتعاون، وتبادل وجهات النظر، مما يضيف بُعدًا إنسانيًا ومعرفيًا عميقًا إلى رحلة التعلم مدى الحياة.
4. التعلم غير الرسمي
يشمل جميع الدروس التي نتلقاها دون قصد أو تخطيط، والتي غالبًا ما تأتي من مواقف الحياة اليومية. ومن أمثلته:
تعلم القيادة من خلال الممارسة.
اكتساب مهارات التواصل أثناء التطوع.
فهم الثقافات المختلفة خلال السفر.
هذا النوع يرسخ المعرفة في الذاكرة بطريقة طبيعية، ويعزز المهارات الشخصية مثل الذكاء العاطفي، وحل المشكلات، والمرونة النفسية.
كما أشار تقرير لمنظمة OECD عام 2023 إلى أن:
"أكثر من 40% من المهارات الأساسية التي يعتمد عليها الموظفون اليوم تم اكتسابها من خلال التعلم غير الرسمي"
(المصدر: OECD Lifelong Learning Trends, 2023).
مهارات أساسية لممارسة التعلم مدى الحياة
لكي يكون التعلم مدى الحياة فعالًا، يحتاج الفرد إلى امتلاك مجموعة من المهارات التي تسهّل عليه متابعة المعرفة وتحقيق التطور الشخصي.
1. مهارات البحث والتفكير النقدي
العصر الرقمي مليء بالمعلومات، وبعضها قد يكون غير دقيق أو مضلل. لذا من المهم أن يتمكن الفرد من:
التحقق من المصادر.
تحليل البيانات.
تقييم صحة وأهمية المعلومات.
التفكير النقدي يمكّن المتعلم من اتخاذ قرارات معرفية واعية بدلًا من التلقي السلبي.
2. إدارة الوقت والانضباط الذاتي
التعلم المستمر لا يحدث بالصدفة. بل يحتاج إلى:
تنظيم يومي أو أسبوعي مخصص للتعلم.
الالتزام بأهداف قصيرة وطويلة المدى.
مقاومة التسويف والتشتت.
كلما تمكن الشخص من إدارة وقته بفعالية، زادت فرصه في الاستمرار دون انقطاع في رحلة التعلم مدى الحياة.
3. استخدام الأدوات الرقمية
لم يعد التعلم حكرًا على الفصول الدراسية، فقد أصبحت المنصات الإلكترونية مثل Coursera، وUdemy، وحتى قنوات YouTube التعليمية، من أهم مصادر المعرفة.
لذلك يجب إتقان:
المنصات التعليمية المختلفة.
تطبيقات تنظيم الملاحظات مثل Notion وEvernote.
أدوات البحث الأكاديمي.
4. حب الفضول والسعي للمعرفة
الفضول هو المحرك الأساسي في كل عملية تعلم حقيقية. فحين يكون لدى الشخص رغبة داخلية في الاكتشاف:
يصبح التعلم متعة لا عبئًا.
يدفعه الفضول إلى تجاوز الحواجز والصعوبات.
يتغلب على الفتور والتراجع.
إن امتلاك هذه المهارات لا يجعل رحلة التعلم مدى الحياة أكثر سلاسة فحسب، بل يضمن أيضًا أن تكون الرحلة مثمرة ومؤثرة على المدى الطويل.
جدول يوضح أنواع التعلم مدى الحياة والمهارات الأساسية المطلوبة لممارسته
النوع / المهارة |
الوصف |
---|---|
التعلم الذاتي |
تعلم يتم بشكل مستقل عبر القراءة، مشاهدة المحتوى التعليمي، أو الدورات عبر الإنترنت. |
التعلم المهني |
يركز على اكتساب المهارات العملية والمهنية لتحسين الأداء الوظيفي أو الترقية. |
التعلم الاجتماعي |
يتم من خلال التفاعل مع الآخرين في ورش العمل أو المجموعات الدراسية أو النقاشات. |
التعلم غير الرسمي |
يشمل الدروس المكتسبة من تجارب الحياة اليومية مثل السفر، العمل، أو التطوع. |
مهارات البحث والتفكير النقدي |
تساعد على تقييم صحة المعلومات وتحليلها واتخاذ قرارات معرفية سليمة. |
إدارة الوقت والانضباط الذاتي |
ضرورية لتنظيم وقت التعلم وتحقيق الالتزام دون إشراف خارجي. |
استخدام الأدوات الرقمية |
يشمل إتقان المنصات التعليمية، التطبيقات التقنية، وأدوات البحث الإلكتروني. |
حب الفضول والسعي للمعرفة |
المحرك الداخلي الذي يدفع الفرد لمواصلة التعلم والاستكشاف دون انقطاع. |
كيف تبدأ رحلتك في التعلم مدى الحياة؟
البداية
لا تتطلب شهادة أو إمكانيات كبيرة، بل
تحتاج فقط إلى قرار واعٍ واستعداد
نفسي للتغيير. الخطوة
الأولى تكمن في طرح سؤال واضح على نفسك:
ما
الذي أريد أن أتعلمه؟ ولماذا؟
الإجابة
على هذا السؤال سترسم لك طريق البداية.
خطوات عملية للانطلاق:
تحديد الأهداف
كن دقيقًا: هل تسعى لتعلّم مهارة تقنية؟ تحسين لغتك؟ تطوير قدراتك الشخصية؟
مثال: بدلًا من قول "أريد تعلم التصميم"، قل "أريد تعلم تصميم الإعلانات عبر Canva خلال 3 أشهر".تقسيم الأهداف إلى مهام صغيرة
لا تحاول القيام بكل شيء دفعة واحدة. اختر خطوات بسيطة يمكنك تنفيذها أسبوعيًا، مثل متابعة درس واحد في اليوم أو قراءة فصل من كتاب.اختيار المصادر المناسبة
ابحث عن مصادر موثوقة تناسب أسلوب تعلمك ووقتك، سواء كانت:دورات مجانية على منصات مثل Coursera وKhan Academy.
كتب إلكترونية أو مسموعة.
فيديوهات تعليمية على YouTube بلغتك المفضلة.
تنظيم الوقت
خصص وقتًا محددًا يوميًا أو أسبوعيًا للتعلم. حتى 30 دقيقة يوميًا كافية لو كنت منتظمًا.
استخدم جدولًا بسيطًا أو تطبيقًا مثل Google Calendar أو Notion لمتابعة تقدمك.تقييم التقدم بانتظام
كل أسبوع، اسأل نفسك:ماذا تعلمت؟
ما الذي أتقنته؟
ما الصعوبات التي واجهتها؟
هذا التقييم يحفّزك ويمنحك وضوحًا أكبر.
الصبر والمرونة
لا تحبط إن لم تحقق نتائج سريعة. التعلم مدى الحياة رحلة طويلة لا تُقاس بالأيام، بل بالاستمرارية والتطور التدريجي.
أدوات ومنصات تدعم التعلم مدى الحياة
في عصرنا الرقمي، هناك وفرة هائلة من الأدوات التي يمكن أن تُسهّل عليك عملية التعلم، وتحولها إلى تجربة مرنة وممتعة:
منصات التعليم الإلكتروني:
Coursera: يقدم دورات مجانية ومدفوعة من جامعات عالمية، مع شهادات معتمدة.
edX: يتيح محتوى أكاديمي متقدم من MIT وHarvard.
Udemy: مناسب للدورات المهارية والمهنية بأسعار رمزية.
التطبيقات الصوتية:
Audible: للاستماع إلى كتب صوتية تعليمية وتنموية.
Podcast Addict: يضم بودكاست في كل المجالات من اللغة إلى ريادة الأعمال.
تطبيقات تنظيم التعلم:
Notion: لتدوين الملاحظات وتنظيم أهدافك التعليمية.
Evernote: يساعدك على أرشفة محتوى التعلم ومراجعته لاحقًا.
مصادر المحتوى المرئي:
YouTube التعليمي: قنوات عربية وعالمية تقدم شروحات مبسطة في البرمجة، اللغات، الإدارة، وغيرها.
TED Talks: محاضرات عالمية ملهمة تفتح آفاقًا جديدة في التفكير والتعلم.
كما ورد في تقرير صادر عن "مجموعة ماكينزي" عام 2022:
"الاعتماد على أدوات التعلم الرقمية ارتفع بنسبة 80% بعد جائحة كورونا، مما شكّل نقطة تحول في مستقبل التعلم الذاتي حول العالم".
(المصدر: McKinsey Global Learning Report, 2022).
قصص وتجارب ملهمة في التعلم مدى الحياة
توني: التعلم لا يعرف العمر
توني،
موظف حكومي في الخمسين من عمره، قرر تعلم
البرمجة من الصفر. استخدم
منصات تعليمية مجانية مثل FreeCodeCamp
وCodecademy،
واستغرق عامين في التعلم المتواصل يوميًا
بعد العمل. بعد
ذلك، حصل على وظيفة كمطور في شركة تقنية
صغيرة.
نجاحه
ألهم من حوله وأثبت أن التعلم مدى
الحياة مفتوح لكل من يملك الإرادة.
ريم: شغف تحوّل إلى مهنة
ريم،
معلمة لغة عربية، بدأت في تعلم التصوير
الرقمي كهواية. تابعت
دورات تصوير على YouTube وشاركَت
صورها على Instagram. بعد
عام من التطوير الذاتي، بدأت تتلقى طلبات
تصوير احترافي، وتحولت لاحقًا إلى مصورة
معتمدة تشارك في معارض فنية.
تجربتها
تؤكد أن الشغف يمكن أن يصبح مشروعًا مهنيًا
من خلال التعلم المستمر.
هذه القصص الواقعية تذكّرنا بأن التطور لا يتطلب بداية مثالية أو ظروفًا خاصة، بل إرادة حقيقية والتزام بالتحسين.
التحديات التي تواجه المتعلم في رحلة التعلم مدى الحياة وكيفية التغلب عليها
رغم أن التعلم مدى الحياة يقدم فرصًا هائلة للنمو الشخصي والمهني، إلا أن هذه الرحلة لا تخلو من التحديات التي قد تُضعف الحماسة أو تعرقل التقدم. التعرف على هذه العقبات ووضع استراتيجيات عملية لمواجهتها هو جزء من نجاح أي متعلم.
1. نقص الوقت أو الحافز
يُعد ضيق الوقت واحدًا من أبرز العوائق التي يواجهها الأفراد، خاصة مع ضغوط العمل أو المسؤوليات الأسرية. وقد يصاحب ذلك شعور بانعدام الحافز أو عدم وجود دافع واضح.
كيفية التغلب:
تحديد أولويات واضحة وتخصيص وقت أسبوعي ثابت للتعلم مهما كان بسيطًا.
البدء بخطوات صغيرة لتفادي الإرهاق، مثل مشاهدة فيديو تعليمي قصير يوميًا.
ربط عملية التعلم بهدف شخصي أو مهني مباشر، مثل تحسين الدخل أو تحقيق حلم قديم.
كما
تشير دراسة أجرتها جامعة هارفارد في 2021
أن الأفراد الذين
يربطون التعلم بهدف حقيقي يحققون إنجازات
أسرع بنسبة 47% من
أولئك الذين يتعلمون بلا هدف واضح
(المصدر:
Harvard Learning Motivation Study, 2021).
2. التشتت وكثرة المصادر
مع الكم الهائل من المحتوى على الإنترنت، يشعر كثيرون بالضياع أو التشتت. الانتقال من دورة لأخرى أو التشتت بين الكتب والمقالات قد يعيق التقدم ويقلل من جودة التعلم.
كيفية التغلب:
اختيار مصدر واحد موثوق والالتزام به حتى الانتهاء منه.
استخدام تطبيقات لتنظيم المحتوى مثل Notion أو Trello لتسجيل التقدم.
الابتعاد عن تعدد المهام والتركيز على موضوع واحد فقط في كل جلسة تعليمية.
3. الشعور بعدم الكفاءة أو بطء التقدم
أحيانًا يشعر المتعلم بالإحباط حين لا يرى نتائج ملموسة سريعًا، خصوصًا عند مقارنة نفسه بالآخرين أو بمحترفين في المجال.
كيفية التغلب:
تذكير النفس بأن التعلم مدى الحياة لا يُقاس بالسرعة بل بالاستمرارية.
الاحتفال بالإنجازات الصغيرة كإنهاء دورة قصيرة أو قراءة كتاب.
البحث عن مجتمع تعليمي داعم يُشارك فيه الأفراد تجاربهم ويمنحون بعضهم التحفيز.
أثر التعلم مدى الحياة على المجتمعات
عندما يتحول التعلم مدى الحياة إلى ثقافة سائدة، لا يتطور الفرد فحسب، بل يمتد الأثر إلى المجتمع بأكمله. المجتمعات التي تُمكّن أفرادها من التعلم المستمر تصبح أكثر مرونة في مواجهة التغيرات وأكثر قدرة على الابتكار والتكيف مع التحديات.
التأثيرات الإيجابية على المجتمع:
نمو اقتصادي متسارع
الأفراد المتعلمون يُساهمون في رفع جودة الإنتاج، وتقليل نسب البطالة من خلال خلق فرص عمل جديدة أو الدخول في مشاريع ريادية.الابتكار وريادة الأعمال
البيئة التعليمية المستمرة تُشجع الأفراد على التجريب، وهذا يؤدي إلى بروز أفكار جديدة وتحولها إلى منتجات أو خدمات واقعية.تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي
الفرد المتعلم يكون أكثر قدرة على التمييز بين الحقيقة والمعلومة المغلوطة، مما يقلل من انتشار الإشاعات ويعزز ثقافة الحوار المبني على المعرفة.الاستقرار الاجتماعي
المجتمعات المتعلمة تتميز بمعدلات أقل من العنف أو التطرف، نتيجة وعي أوسع وفهم أعمق للاختلاف والتنوع.
كما ورد في تقرير منظمة اليونسكو لعام 2023:
"المجتمعات التي تتبنى التعلم مدى الحياة في مؤسساتها وأفرادها تحقق استقرارًا اقتصاديًا واجتماعيًا بنسبة أعلى من المتوسط العالمي بـ 35%"
(المصدر: UNESCO Global Education Monitoring Report, 2023).
في النهاية، يمكن القول إن مواجهة التحديات المرتبطة بـ التعلم مدى الحياة ليست مهمة مستحيلة، بل تتطلب وعيًا، خطة مرنة، ودافعًا داخليًا لا ينطفئ. وبمرور الوقت، يصبح هذا النوع من التعلم عادة متأصلة في الحياة اليومية، تُثمر في الفرد والمجتمع معًا.
جدول التحديات في التعلم مدى الحياة وكيفية التغلب عليها
التحدي |
الوصف |
طريقة التغلب المقترحة |
---|---|---|
نقص الوقت أو الحافز |
يشعر الفرد بانشغال دائم أو قلة دافع للتعلم. |
تحديد أهداف واقعية، تنظيم جدول أسبوعي، ربط التعلم بهدف شخصي أو مهني. |
التشتت وكثرة المصادر |
التنقل بين مصادر كثيرة يؤدي إلى فقدان التركيز وضعف الاستفادة. |
الالتزام بمصدر واحد، استخدام أدوات تنظيم، تجنب تعدد المهام. |
الشعور بعدم الكفاءة أو الإحباط |
الشعور ببطء التقدم أو مقارنة النفس بالآخرين. |
التركيز على التقدم الشخصي، الاحتفال بالإنجازات الصغيرة، البحث عن دعم مجتمعي. |
عدم وجود توجيه أو مسار واضح |
صعوبة في اختيار ما يجب تعلمه أو ترتيب الخطوات. |
تحديد مجال رئيسي للتعلم، رسم خطة مرحلية، استشارة خبراء أو مرشدين. |
صعوبة الالتزام الذاتي |
غياب الرقابة أو الالتزام الخارجي قد يسبب التراخي. |
خلق روتين يومي، تتبع التقدم، تحديد مكافآت عند تحقيق الأهداف. |
هذا
الجدول يُساعد على تنظيم التفكير ووضع
خطة فعّالة للاستمرار في رحلة التعلم
مدى الحياة.
خلاصة المقال
التعلم مدى الحياة ليس رفاهية، بل ضرورة في زمن تتغير فيه المهارات المطلوبة بشكل دائم. إنه أسلوب حياة يتبناه من يؤمن بقيمة التطوير المستمر، ويطمح إلى مستقبل أفضل لنفسه ولمجتمعه. لا تنتظر اللحظة المثالية، ابدأ الآن، ولو بخطوة صغيرة، فقد تكون هذه الخطوة بداية تحوّل حقيقي في مسارك المهني أو الشخصي.
الأسئلة الشائعة حول التعلم مدى الحياة
ما هو مفهوم التعلم مدى الحياة؟
التعلم مدى الحياة هو عملية مستمرة لتطوير المهارات والمعرفة طوال عمر الإنسان، سواء لأهداف مهنية أو شخصية، ويشمل التعلم الذاتي، المهني، والاجتماعي.
لماذا يعتبر التعلم مدى الحياة مهمًا في العصر الحديث؟
أصبح ضروريًا بسبب سرعة التغيرات في سوق العمل، والتقدم التكنولوجي، وظهور وظائف جديدة تتطلب مهارات حديثة ومتجددة.
ما هي أفضل الطرق للبدء في التعلم مدى الحياة؟
البدء بتحديد الأهداف الشخصية، ثم اختيار مصادر موثوقة، ووضع جدول منتظم، والبدء بخطوات بسيطة مثل قراءة كتاب أو حضور دورة قصيرة.
هل يحتاج التعلم مدى الحياة إلى شهادات أو تعليم رسمي؟
لا، يشمل التعلم الذاتي والتجريبي وغير الرسمي، ويمكن أن يتم دون شهادات، المهم هو اكتساب المهارة أو المعرفة بشكل فعال وهادف.
كيف يمكن التغلب على قلة الوقت أو فقدان الحافز؟
من خلال إدارة الوقت بذكاء، ربط التعلم بأهداف واقعية، وتقسيم المهام إلى خطوات صغيرة قابلة للتنفيذ.