أساطير الزلازل الجزء الأول اكتشف الخيال البشري |
أساطير الزلازل, منذ فجر التاريخ، لجأت البشرية إلى أساطير الخلق لتفسير الوجود وظواهر الطبيعة بطرق رمزية وقصصية تعكس دهشتها أمام هذه الظواهر. لم تكن تلك القصص مجرد خيالات للتسلية، بل كانت تمثل في نظر من أبدعها حقائق راسخة لا تقبل الجدل. وقد اشتهرت هذه الأساطير الشفهية عبر الأجيال، وتم تناقلها لتبقى جزءًا من تراث الإنسانية، إلى أن جاء العلم وقدم تفسيرات جديدة للعالم.
الزلازل في مخيلة الإنسان القديم
لطالما كانت الزلازل من أكثر الظواهر التي أثارت فضول الإنسان القديم وألهبت خياله. فقد عايش قوتها المدمرة وشهد جبروتها، فحاول أن يجد لها تفسيرات مريحة لعقله وتطفئ حيرته أمامها. وتجلت تلك التفسيرات في أساطير ابتكرها لتخفيف وطأة هذه الظاهرة الطبيعية على النفس البشرية.
أساطير الزلازل الإفريقية: الأرض فوق قرن الثور
تعد الأسطورة الأكثر شهرة لتفسير الزلازل من شرق إفريقيا، حيث يعتقد أن الكرة الأرضية تستقر على قرن ثور. وعندما يتعب الثور من حمل الأرض، يقوم بنقلها إلى القرن الآخر، وخلال هذه الحركة تحدث الزلازل. في المقابل، في غرب القارة الإفريقية، اعتقد القدماء أن الأرض تُحمل على رأس عملاق، وأن الأرض تهتز كلما أدار العملاق رأسه.
الأساطير الهندوسية: الأفيال والسلاحف
في الثقافة الهندوسية، نجد تصورًا أكثر تعقيدًا؛ إذ يُعتقد أن أربعة أفيال تسند الأرض، وتقف هذه الأفيال على ظهر سلحفاة ضخمة، فيما تحمل كوبرا هذه السلحفاة. ويقال إنه عندما تتحرك أي من هذه المخلوقات، تحدث الزلازل.
الأساطير اليونانية: غضب بوسيدون
في الأساطير اليونانية، تُنسب الزلازل إلى إله البحر بوسيدون، الذي وُصف بأنه يتمتع بمزاج متقلب وسيئ. وتصور الأسطورة بوسيدون عندما يغضب، وهو يصدم الأرض برمحه ثلاثي الشعب، مسببا الهزات الأرضية.
أساطير أسام: البشر في باطن الأرض
في منطقة آسام الهندية، نجد تصورًا فريدًا للزلازل؛ حيث يُعتقد أن هناك جنسًا من البشر يعيش في باطن الأرض، ومن وقت لآخر يهزون الأرض ليكتشفوا من لا يزال يعيش على سطحها. وينتج عن هذه الهزات الزلازل، لتصمت الأرض من جديد عندما تتوقف تلك المخلوقات عن الحركة.
اليابان: سمكة السلور العملاقة
في الأساطير اليابانية، تتحدث التقاليد عن سمكة السلور العظيم أو "نمازو" التي تستقر تحت سطح البحر، حيث تستريح جزر اليابان على ظهرها. ووفقًا للأسطورة، يوجد نصف إله يُدعى "ديموجين" يحمل حجرًا ثقيلًا فوق رأس السمكة لمنعها من الحركة. وعندما يغفل هذا النصف إله، تتحرك السمكة وتحدث الزلازل.
ختام الجزء الأول
لقد قدّم الإنسان القديم عبر الأساطير رموزًا وقصصًا تعكس قلقه وفضوله تجاه الزلازل وغيرها من الظواهر الطبيعية. وفي الجزء الثاني، سنستمر في استكشاف المزيد من هذه القصص الرمزية التي تزين تراثنا الإنساني، في انتظاركم قريبًا.