التوتر بين الرجال والنساء بعد مرحلة كور |
المصدر: دبي - نور الإمارات تاريخ النشر: 22 أغسطس 2023
مقدمة
إنتشر وباء كورونا بسرعة مذهلة، وأثر بشكل كبير على حياة البشر في جميع أنحاء العالم. وبينما نتجت الإجراءات الاحترازية عن انخفاض ملحوظ في حالات الإصابة، إلا أنها أثرت أيضًا على البعد النفسي والعاطفي للأفراد.
تأثير جائحة كورونا على مستويات التوتر والقلق
أظهرت دراسة أجريت من قبل علماء ألمان أن مستويات التوتر والقلق اختلفت بشكل ملحوظ بعد مرحلة كورونا، وأن هذا التفاوت لم يقتصر على الجنس البشري فحسب، بل امتد ليشمل الفروق بين الرجال والنساء.
التفاوت بين الجنسين
أثبتت الدراسة أن تجربة مرحلة كورونا كانت مختلفة بين الجنسين. فبينما عانى الجميع من تداعيات الجائحة، كان هناك تباين واضح في طرق تعامل الرجال والنساء مع التوتر والقلق الذي نجم عنها. تبين أن النساء عمومًا أبدعن مستويات أعلى من التوتر والقلق بالمقارنة مع الرجال. وعلى الرغم من تباين الظروف الفردية، إلا أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تسهم في تفسير هذه الفروق.
العوامل المؤثرة في تفاوت مستويات التوتر
من بين العوامل الممكنة التي تؤثر في تفاوت مستويات التوتر بين الجنسين هي الاختلافات البيولوجية والهرمونية. تشير بعض الأبحاث إلى أن الهرمونات تلعب دورًا في تنظيم مستويات التوتر والقلق، وقد يكون هناك تفاوت في استجابة الجسم لهذه الهرمونات بين الرجال والنساء.
علاوة على ذلك، يمكن أن تكون العوامل الاجتماعية والنفسية أيضًا ذات تأثير. قد تواجه النساء ضغوطًا اجتماعية إضافية تتعلق بالأدوار المتعددة التي يتم توزيعها على النساء في المجتمع، مما قد يزيد من مستويات التوتر. من ناحية أخرى، قد يكون للرجال توقعات مجتمعية تجاههم بشأن قوتهم العاطفية وعدم إظهار الضعف، مما قد يؤدي إلى تقليل تقديمهم لمشاعر القلق والتوتر.
أهمية فهم الفروق بين الجنسين
بالنظر إلى هذه الدراسة، يبدو أن الفرق في تحمل وتفاعل الرجال والنساء مع مرحلة كورونا يعكس تعقيد العوامل البيولوجية والاجتماعية والنفسية المشتركة. إن فهم هذه الفروق يمكن أن يساهم في تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للتعامل مع التحديات النفسية المرتبطة بالأوقات الصعبة، وضمان دعم صحي مناسب للجميع بغض النظر عن جنسهم.
ختامًا
في نهاية المطاف، يجب أن ندرك أن تفاوت مستويات التوتر بين الرجال والنساء بعد مرحلة كورونا ليس مسألة بسيطة. إنه يعكس تفاعل العوامل البيولوجية والاجتماعية والنفسية، ويشير إلى أهمية توجيه جهودنا نحو توفير الدعم الصحي والنفسي المناسب للجميع بغض النظر عن جنسهم.